الماء الأبیض
الماء الأبیض أو الکاتاراکت، أو الماء الأبیض، أو عتامة العین؛ عبارة عن مرض یصیب عدسة العین الواقعة خلف الحدقة ممّا یؤدّی إلى إعتامها وإفقادها شفافیتها، حیث تکون العدسة شفافة فی الحالة الطبیعیّة لترکیز شعاع الضوء على شبکیة العین لحثها على بعث إشارات إلى الدماغ وبالتالی إعطاء أوامر بالرؤیة، وعندما تزداد عتامة العین تصبح العدسة ضبابیة وبالتالی تعیق وصول الضوء إلى الشبکیّة، ممّا یؤثّر على الرؤیة لمسافات بعیدة ویسبّب ذلک مشاکل فی بؤر النظر ویصعّب القراءة، وقیادة السیارة لیلا، وتمییز الوجوه.
site : www.dryouna.com
علامات الماء الأبیض واعراضه تشمل:
• رؤیة ضبابیة، مشوّشة أو خافتة
• صعوبة متزایدة فی الرؤیة فی اللیل
• حساسیة للضوء وإبهار (Glare)
• هالات حول مصادر الضوء
• الحاجة إلى إضاءة أقوى للقراءة أو القیام بأعمال أخرى
• تغییر النظارات أو العدسات اللاصقة بشکل متکرر وبوتیرة عالیة
• تحول الألوان إلى باهتة أو مائلة إلى الصفرة
• رؤیة مزدوجة فی عین واحدة
بالنسبة للأشخاص الذین یعانون من الساد، قد یبدو نور الشمس، نور مصباح، أو نور سیارة تقترب – قد تبدو هذه أضواء شدیدة السطوع. الشعور بالإبهار (بَهر البَصَر) وظهور هالات حول مصادر الضوء قد یجعلان من الصعب قیادة السیارة إلى حدّ أن تصبح مهمة خطیرة. وقد یشعر المصابون بالسادّ، أحیانا، بتعب فی العیون أو قد یَطْرِفون (الطَرْف : إغلاق وفتح الجفون بسرعة) بوتیرة أعلى، بغیة توضیح الرؤیة.
أسباب الماء الأبیض:
التقدم فی العمر
یعتبر التقدمُ فی العمر أکثر الأسباب شیوعا لتکوین مرض الساد، والسبب فی ذلک أن البروتینات الموجودة فی عدسة العین المصابة تفسد وتتحلل بمرور الوقت ، و تتسارع هذه العملیة بوجود أمراض أخرى مثل مرض السکری و ارتفاع ضغط الدم ،بالإضافة إلى التأثیر التراکمی للعوامل البیئیة بما فی ذلک السموم والإشعاع والأشعة فوق البنفسجیة.
إصابة العین بأذى أو حادث
تسبب إصابة العین بجسم حاد إلى ازیاد حجم و سماکة و ابیضاض الألیاف الموجودة داخل العدسة مما یسبب إضعاف الرؤیة. تورم العین یزول مع الزمن بینما یبقى اللون الأبیض ملازماً للمصاب. الإصابة بأجسام حادة کتلک التی تخترق العین تؤدی إلى تدمیر الکبسولة التی تحوی عدسة العین. وهذا یؤدی إلى تجمّع المیاه من مختلف أجزاء العین ودخولها إلى العدسة مسببة التورم و الابیضاض و إعاقة الضوء من الوصول إلى شبکیة العین. احتمالیة حدوث الساد بعد تعرض الشخص لصدمات کهربائیة نسبتها 0.7% إلى 8% .
الإشعاع
الأشعة فوق البنفسجیة، بالتحدید الاشعة فوق البنفسجیة B، قد ظهر بأنها تسبب الساد، و بعض الأدلة أثبتت أن ارتداء النظارات الشمسیة فی عمر مبکر یبطئ من تطور الساد لاحقاً. أثبتت الدراسات أن أشعّة المیکروییف تسبب الساد و لکنّ الآلیّة غیر واضحة تماماً، یمکن أن یُفسَّر ذلک فی کون أشعة المیکروییف تحدث تغییرات فی الإنزیمات الحساسة للحرارة والتی وظیفتها حمایة بروتینات عدسة العین. وهناک آلیّة أخرى لحدوث الساد و هی عن طریق موجات الضغط الناشئة عن الخلط المائی. ووجد أن التّأیّن الإشعاعی الناتج عن الأشعة السینیة مثلاً یساهم فی حدوث الساد إذ یحطّم المادة الوراثیة فی العین.الصدمات الحراریة و الکهربائیة تدمر و تعمل على ابیضاض عدسة العین بسبب تخثر البروتینات المباشر. وهی العملیّة ذاتها التی تحول الألبیومین (مادة بروتینیة فی البیض) إلى اللون الأبیض ومعتم. وأکثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا النوع من الساد هم الأشخاص العاملون فی نفخ الزجاج و العاملون فی الأفران. أیضاً أشعة اللیزر ذات طاقة کافیة تسبب دمار فی العینین و الجلد.
العوامل الوراثیة
یلعب العنصر الوراثی دوراً قویّاً فی تطور مرض الساد ، والأکثر شیوعا یکون من خلال أخطاء وراثیة فی الآلیات التی تحمی وتحافظ على عدسة العین، ووجود الساد فی مرحلة الطفولة أو مرحلة مبکرة من الحیاة یمکن أن یکون أحیانا نتیجة لوجود متلازمة معینة مثل: متلازمة داون، إدوارد، تیرنر، المواء، باتو، متلازمة الحذف . و یحدث السّاد أیضاً بسبب اضطراب أحادی الجین مثل: متلازمة ألبورت، Conradi’s syndrome حثل التأتر العضلی، متلازمة عینیة مخویة کلویة أو متلازمة لوی.
أمراض الجلد
الجلد و عدسة العین لهما نفس المنشأ الجنینی و لذا یمکن أن تتأثر العدسة بالأمراض التی تصیب الجلد ، أمثلة هذه الأمراض هی التهاب الجلد التأتبی و الإکزیما. أحیانا قد تتسبّب فی تکوین طبقةٍ متقرّحةٍ کالدرع مسببةً إعتام عدسة العین.داء السماک هو اضطراب وراثی متنحی مرتبط بإعتام عدسة العین المسماریة والتصلب النووی. وحمة الخلایا القاعدیة و الفقاع لها روابط متماثلة.
التدخین
وقد تبین أن تدخین السجائر یؤدی إلى زیادة معدل الساد المتصلبة النوویة إلى ضعفین وزیادة بمقدار ثلاثة أضعاف فی الساد تحت المحفظة الخلفیه. لم یثبت أنّ للکحول تأثیراً مطلقاً؛ إذ أثبتت بعض الدراسات علاقته بالساد بینما تقول بعض الدراسات عکس ذلک.
الأدویة
بعض الأدویة، مثل أسیتات الکورتیزون تساعد على تطوّر السّاد، بعض الأمراض النفسیة مثل مرض انفصام الشخصیة تساهم فی تعتیم عدسة العین کالتّأثیر الذی تحدثه بعض الأمراض ( کالضغط والسکری و سوء التغذیة) ، أما عنالأدویة المضادة للاکتئاب فلیس لها دور کبیر فی الساد. تقبض الحدقة وداء التریبارانول یزید من خطورة الإصابة.
علاجیّ المنشأ
نستطیع القول أنّ کلّ شخصٍ یخضع لعملیة استئصال للزجاجیة – دون الخضوع لعملیّة جراحیّة للسّاد – یکون عرضة لمرض الساد النووی بعد 6 إلى 12 شهراً من العملیة.والسبب فی ذلک أنّ الخلط الزجاجیّ فی الوضع الطبیعی یحتوی على حامض الأسکوربیک الذی یساعد على معادلة الدمار الناتج عن عملیات الأکسدة فی العدسة.استخدام المحالیل الملحیة کبدائل للخلط الزجاجی لا یفی بالغرض لأنها لا تحتوی على حامض الأسکوربیک.لذلک یقوم أخصّائیّو العیون عادةً بنُصح المرضى الخاضعین لعملیّة استئصال الزجاجیة بإجراء عملیة وقائیة مصاحبة لها لتجنب حدوث الساد.
أنواع الماء الأبیض:
هنالک ثلاثة أنواع من الساد:
1. ساد نووی (Nuclear Cataract): یتکون فی مرکز العدسة. فی المراحل الأولى، وبما أن العدسة تغیر الطریقة التی تتبأر بها، قد تنشأ حالة من قصر نظر، أو قد یطرأ تحسن مؤقت فی الرؤیة خلال القراءة، مما یلغی حاجة البعض إلى النظارات. لکن هذا الوضع، لسوء الحظ، یتبدل ویزول بعد حین، لأن العدسة تأخذ بالاصفرار تدریجیًا فتصبح الرؤیة ضبابیة، أکثر وأکثر. بل قد یصبح لون العدسة بُنیّا حتى، حیال تطور الساد وتفاقمه. وقد تصبح الرؤیة فی الضوء الخافت أو قیادة السیارة فی ساعات اللیل مهمّة إشکالیة تنطوی على صعوبة کبیرة وخطر غیر قلیل. کما إن الذبول المتقدم قد یسبب صعوبات فی التمییز بین درجات (hue) الأزرق والبنفسجی.
2. ساد قِشْرِیّ (Cortical Cataract): یبدأ کبقع غیر واضحة على شکل خطوط على الجزء الخارجی من قشرة العدسة. ینتشر الساد ببطء وتنتشر الخطوط باتجاه المرکز فتعیق عبور الضوء فی مرکز العدسة. یعانی المصابون بهذا النوع من الساد من الإحساس بالإبهار، عامة.
3. ساد تحت المحفظة (Subcapsular Cataract): یبدأ کمنطقة صغیرة مسدودة، مباشرة تحت المحفظة (الطبقة الخارجیة) مباشرة. یتکون، عادة، فی منطقة قریبة من ظهر العدسة، بالضبط فی المسار الذی یمر الضوء من خلاله، فی طریقه إلى الشبکیة. هذا النوع من الساد یسبب مشاکل قی القراءة، یُضعف القدرة على القراءة فی الضوء القوی ویؤدی إلى الشعور بالإبهار، أو هالات حول مصادر الضوء فی اللیل.
لا یعرف العلماء بالتحدید السبب الحقیقی الدقیق للتغیر الذی یحصل فی العدسة مع التقدم فی السن. أحد الاحتمالات لذلک هو ضرر تسببه جزیئات غیر مستقرة، تـُعرَف باسم “الجذور الحرة” (Free radicals). التدخین والتعرض للأشعة فوق البنفسجیة (UV – Ultra violet) یشکلان مصدرین للجذور الحرة. کما إن التآکل الطبیعی فی العدسة، مع مر السنین، قد یؤدی هو أیضا إلى تغیرات فی ألیاف البروتین.
قد یصیب الساد أی إنسان، وذلک لسبب بسیط یکمن فی إن عامل الخطر الأکثر جدیة هو السن. نصف السکان الأمریکیین حتى سن 65 عاما یصاب بضبابیة فی العدسة بدرجات مختلفة، لکن هذه الضبابیة لا تؤثر دائمًا على البصر. وبالمقابل، فإن 75% من الأمریکیین فوق سن 75 عاما یصابون بالساد الذی یسبب ضررا للبصر.
طرق الوقایة من الماء الأبیض
1. فحص العینین بشکل دوری وروتینی وبشکل خاص للمرضى فوق الخامسة والستین.
2. ترک التدخین.
3. الوقایة من أشعة الشمس عن طریق ارتداء النظارات.
4. تناول الأغذیة الغنیة بمضادات الأکسدة؛ لمنع نموّ وانتشار الجذور الحرة، مثل السبانخ والکرنب.
5. معالجة المشاکل الصحیة کالسکری والکولسترول.
الماء الأبیض
العلاج المفید الوحید ضد الساد هو عملیة جراحیة لإزالة العدسة الضبابیة، وعادة ما یتم خلال هذه العملیة، أیضا، زرع عدسة شفافة جدیدة. وقد تتم إزالة الساد، أحیانا، دون زرع عدسة جدیدة. فی هذه الحالات یمکن إصلاح الرؤیة بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة. عملیات الساد الجراحیة تسجل، عادة، نجاحا فی 95% من الحالات.
بما أنه قد طرأ تحسن کبیر على طرق العملیات الجراحیة وأصبحت مخاطر جراحة الساد أقل بکثیر، فقد أصبح یوصى الیوم بإجراء هذه الجراحة فور بدء الساد بالتأثیر على جودة الحیاة، أو على قدرة الإنسان المصاب على القیام بالنشاطات الروتینیة.
یتم إجراء جراحة الساد، عادة، فی کل واحدة من العینین، على حدة، فی عیادات خارج المستشفیات، تحت التخدیر الموضعی (Local anesthesia) ویتم التشافی سریعًا. فی أحیانٍ عدیدة یمکن العودة إلى ممارسة النشاط الروتینی فی لیلة الیوم الذی أُجریت فیه العملیة. وبالإمکان قیادة السیارة فی الیوم التالی للعملیة، بعد الفحص.
لا یمکن معالجة الساد والشفاء منه بواسطة الأدویة، المُضافات الغذایة (Food additives)، الریاضة أو الأجهزة البصریة. فی مراحل الساد الأولى، حین تکون الأعراض طفیفة، قد یفید فهم الحالة وإبداء جاهزیة لملاءمة نمط الحیاة إلیها فی التغلب على بعض أعراضها. وثمة خطوات مختلفة یمکن أن یقوم بها المریض بنفسه وبمبادرته، کاستخدام عدسة مکبرة للقراءة أو تحسین إضاءة البیت، من شأنها أن تساعد فی مواجهة تأثیرات الساد.